القبس - الاثنين 11 صفر 1426 هـ ـ 21 مارس 2005 ـ السنة 34 ـ العدد 11415

الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية:
الـحق السياسي مفتاح تعديل القوانين الـجائرة ضد المرأة

قالت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، ان الكويتيات المتزوجات من غير كويتيين لا تعامل الوحدة منهن كمواطنة تتمتع بكافة الحقوق كونها لا تنتسب لزوج كويتي او ابنة لكويتي.
واشارت الجمعية في كتيب لها يسلط الضوء على واقع هذه الفئة من النساء المواطنات وواقعهن المآساوي ان معاناتهن مزدوجة فمن جهة تقع عليهن كل اشكال التمييز والاقصاء كنساء ومن جهة اخرى تنتزع منهن بقايا الحقوق الاساسية التي تتمتع بها اخواتهن الكويتيات المتزوجات من كويتي.
حرمان
وقال الكتيب الذي اعدته د. بثينة المقهوي ولولوة الملا ود. فاطمة عياد وهانيا العريقي ان المواطنة المتزوجة من غير كويتي محرومة من حق السكن وكفالة ابنائها وتعليمهم وتقديم الرعاية الصحية لهم ولكونها متزوجة من غير كويتي فالقانون يعتبرها ناقصة الاهلية ولا يعاملها كفرد مستقل في المجتمع كما نص الدستور.
واكدت الجمعية ان هذه القضية تمثل انتهاكا للاتفاقيات والمواثيق الدولية التي التزمت الكويت بها في مجال حقوق الانسان واتفاقيات القضاء على كافة اشكال التمييز ضد المرأة.
الثقل السياسي
وشددت الجمعية على ان بناء الوضع غير الانساني وعدم تقديم المسؤولين ونواب الامة الحلول والتشريعات الدائمة والانسانية لمعالجتها يرجعان الى ان المرأة لا تشكل اي قوة او ثقل سياسي يساعد على تغيير وضعها ليصبح اكثر انسانية.
وقالت ان المرأة في الكويت لا يمكنها من دون المشاركة في الحياة السياسية ان تنتزع حقوقها، وسوف تبقى ضحية للقوانين الجائرة التي يشرعها نصف المجتمع، فيما يبقى النصف الآخر دون صوت او نصير.
وفي معرض اشارة الكتيب إلى قانون الجنسية ووضع المرأة، حيث جعل القانون هذا الحق بقرار لوزير الداخلية بالنسبة لابناء الكويتية المتزوجة من غير كويتي فيما اجازت دول عربية منح الجنسية للابناء المولودين من ام تحمل جنسية البلد واب اجنبي مثل المغرب وتونس ومصر والاردن.
احصائية
وتضمن كتيب الجمعية احصائية بعدد النساء الكويتيات المتزوجات من غير كويتي حيث بلغ عددهن 7947 مواطنة 48% منهن متزوجات من غير محددي الجنسية و45% متزوجات من جنسيات عربية و6% متزوجات من جنسيات غير عربية.
كما اشار الكتيب الى ان دراسة اخرى لوزارة التخطيط بينت ان مجموع الكويتيات المتزوجات من غير كويتيين حتى عام 1998 بلغ 1714 مواطنة اي ان النسبة ازدادت 20% منذ عام 1990.
مشكلات
وتناول الكتيب المشكلات التي تواجه المواطنات المتزوجات من غير كويتيين، وخصوصا تلك المتعلقة بإقامة الزوج والابناء والرعاية السكنية والصحية.
وحول تدني المستوى الاقتصادي، اوضح الكتيب ان من نتائج غزو النظام العراقي البائد لدولة الكويت تدني المستوى المعيشي والاقتصادي لهذه الفئة من المواطنات لفقدان الكثير من ازواج الكويتيات لوظائفهم، وخصوصا من كان يحمل جنسية احدى دول «الضد» او اضطرار الكثير من هؤلاء الازواج للعمل في وظائف متواضعة وذات دخل متدن مقارنة بما قبل الغزو او منع الكثير من الازواج غير الكويتيين من العمل وخصوصا فئة «البدون».
انعكاس الاوضاع
كما تطرق الكتيب الى انعكاس المشكلات على اوضاع هذه الفئة من المواطنات، وقال انهن يواجهن كما هائلا من العداء والنظرة اللاانسانية وحربا شعواء يقودها المشرع، واصبحن يعانين اشد المعاناة بسبب القلق المستمر وعدم الاستقرار والتفكير بالهجرة.
واشار الكتيب الى التحرك النسائي حول قضية المرأة الكويتية المتزوجة من غير كويتي ودور الجمعية الثقافية الاجتماعية في تناول هذه القضية.
مواصلة المساعي
خلص الكتيب الى القول انه وحيث لم يأت دور المشرع في كثير من القوانين بانصاف المرأة فلا تزال الجمعية تواصل مساعيها للمطالبة بتغيير القوانين والتشريعات التي مازالت تقف حائلا دون تحقيق العدالة والمساواة.
واكدت الجمعية ان اهم اولوياتها هي المطالبة بحصول المرأة على حقها السياسي حتى تستطيع ان تدافع عن حقوقها القانونية وتصحيح وسد الثغرات وتطبيق الدستور الذي يؤكد مبدأ المساواة والكرامة الانسانية.