الملف الصحفي


عفوًا هذه الوثيقة غير متاحة

الكويت - الوطن 22/2/2003

وصفوا موقف الكويت من الوزاري الطارىء بأكثر المواقف صدقا مع النفس

خبراء قانون مصريون: لا قيمة لأي قرار ما لم يتم التصويت عليه

القاهرة ـ كونا:

 اكد سياسيون مصريون وخبراء في القانون الدولي امس ان أي قرار يصدر عن اجتماع دولي او اقليمي في أي منطقة من العالم دون التصويت عليه لا قيمة له ولا يلزم أحدا بتنفيذه استنادا الى ان الاقتراع على قرار ما هو الآلية الوحيدة لاعلان الموقف النهائي لمجموعة دول في حدث ما.
ووصفوا في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) موقف دولة الكويت في الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب الذي عقد بالقاهرة الأحد الماضي بانه «أكثر المواقف صدقا مع النفس وتوازنا مع الواقع» بعكس مواقف الكثير من الدول التي قالوا ان بعضها زايد في التعامل مع الأزمة.
وقالوا ان تحفظ الكويت على البيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب يتفق تماما مع السياسة المعلنة لدولة الكويت دون مواراة للحقيقة المؤلمة التي تمر بها الأمة العربية موضحين ان الخارجية الكويتية لا يمكن ان تخرج عن السياسة التي اقرها مجلس الأمن فيما يتعلق بالأزمة العراقية.
وأكد خبير القانون الدولي عضو الجمعية المصرية للقانون الدولي عمر بيومي ان عدم طرح القرار الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب للتصويت قبل صدوره أفقده مشروعيته وأضاع فرصة تنفيذه على الذين اصدروه خاصة ان ميثاق جامعة الدول العربية ينص على التصويت كآلية لاصدار قرارات بالأغلبية.
وقال بيومي ان الموقف الكويتي «أصدق بكثير من مواقف الدول العربية التي تخدع شعوبها بادعاء مواقف تخالف الحقيقة على أرض الواقع» مضيفا انه من حق الكويت او أي دولة التعبير عن موقفها من أي قرار يصدر عن جامعة الدول العربية او أي منظمة دولية او اقليمية بالتحفظ عليه او بالامتناع عن التصويت حتى في حال اصداره بالطريقة السلمية وفقا للوائح المنظمة للعمل داخل المنظمات الاقليمية والدولية.
وعلق استاذ القانون الدولي نائب رئيس جمعية القانون الدولي بمصر الدكتور صلاح عامر على صدور قرار من جامعة الدول العربية دون التصويت عليه بانه محاولة من رئاسة الاجتماع للقفز على حقوق الاعضاء بالجامعة واستخدام سلطة هو لا يملكها مؤكدا ان هناك لوائح تحدد دور رئيس الاجتماع.
وأضاف ان الأمين العام لجامعة الدول العربية موظف دائم لدى الدول الاعضاء في الجامعة يعكس ارادتها وينفذ ما يملى عليه دون ان يملك مخالفة لوائحها التي أقرها أعضاؤها كما ان رئاسة الاجتماع «لبنان» يقتصر دورها على ادارة الاجتماع وابداء رأيها شأنها شأن الاعضاء العاديين دون محاولة فرض موقف على الاجتماع.
وتساءل الدكتور صلاح عامر عن الخسارة التي لحقت بالموقف العربي من جراء صدور قرار لم يتم التصويت عليه في واحد من أعلى المستويات القيادية بجامعة الدول العربية «مجلس الجامعة» وأردف قائلا «وكان المطلوب الا نتفق ابدا في وقت كان لابد فيه من توحيد الموقف العربي وتقويته للتعامل مع أزمة متفجرة تكاد تعصف بالجميع».
ورأى ان لا قيمة للقرارات غير الشرعية وقال «ان احدا لن ينظر لتنفيذ قرار غير شرعي وهو ما كان لابد من تجنبه لاعطاء المصداقية للتحركات العربية في لحظة حاسمة من تاريخ العرب يواجهون فيها طوفان الشر في أنفسهم قبل مواجهة الغير».
وأكد ان مجلس جامعة الدول العربية لم يكن لينعقد الا بعد ان شعر العرب بحرج موقفهم بعد عقد كل المنظمات الدولية والاقليمية في مناطق شتى من العالم اجتماعات بحثت فيها الأزمة العراقية وتداعياتها كذلك الدعوة لعقد مؤتمر قمة اسلامي وقمة لدول عدم الانحياز وعلق قائلا «ليتهم ما اجتمعوا» فقد خسروا حين كان بيدهم ان يكسبوا موقفا موحدا من أزمة وضعت الأمة على حافة الهاوية.
وانتقد الخبير الاستراتيجي اللواء حسن شكري بشدة وزير خارجية لبنان محمود حمود في اسلوب ادارته للاجتماع الطارىء لمجلس وزراء الخارجية العرب ووصفه بـ «العشوائية» مشيرا الى ان لبنان كان حريا به ان يحرص على تفعيل العمل المشترك لا ضربه في العمق.
وطالب بعدم عقد اجتماعات عربية مشتركة دون الاتفاق على الحد الأدنى الذي يمكن ان تخرج به مشيرا الى ان مواقف كل الدول العربية من الأزمة معروفة مسبقا وبالتالي يصبح القفز عليها حال التعرض للأزمة عاصفة مثل التي نحن بصددها محاولة للانتحار الجماعي لأن افشال اجتماع في هذا المستوى القيادي «وزراء الخارجية» قد يفشل محاولة عقد اجتماع المستوى الاعلى «القمة العربية».
وقال «قد يكون طبيعيا ان يختلف العرب حول قضية ما لكن غير الطبيعي هو الاتفاق على الاختلاف الجماعي موضحا ان نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب المحبطة ستجعل كل دولة تأتي الى القمة العربية حال عقدها على خلفية سلبية بشأن امكانية العمل المشترك فضلا عن حالة التربص التي فرضت نفسها على اجتماع القمة العربية.
وقال استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة ان الوضع العربي ازداد تمزقا وحرجا بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير بالقاهرة عكس ما كنا ننتظره في ظل الهاوية التي تنتظر المنطقة بأكملها حال اندلاع الحرب ضد العراق مؤكدا ان المشكلة بعد الحرب لن تكون العراق وحده بل دول المنطقة.
وحمل نافعة جامعة الدول العربية ورئاسة الدورة مسؤولية فشل الاجتماع في الخروج بموقف جماعي من الأزمة خاصة ان ذلك كان ممكنا حال الاعتماد على ما أبدته الكويت والسعودية من مرونة ازاء العراق بدءا من اجتماع القمة العربية في بيروت نهاية مارس الماضي.
وقال ان الوضع الطبيعي هو استثمار هذه المواقف لصالح العمل المشترك خاصة في الأزمات لا اهدارها لحساب التمزق والضعف مما ادخل العمل العربي في حالة ضعف لم يواجهها منذ 12 عاما هي عمر الكارثة التي حلت بالعرب.
وأشار الى ان الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب اهدر كافة الجهود التي استهدفت لم الشمل منذ عام 1991 حين تم تحرير الكويت حتى الآن وكأننا أدمنا البداية من نقطة الصفر وافتقدنا القدرة على البناء في علاقاتنا المشتركة.

تسجيل الدخول


صيغة الجوال غير صحيحة

أو يمكنك تسجيل الدخول باسم المستخدم و كلمة المرور