الوطن - الاثنين 16/8/2004

أسيفا: اهتمام الكويت بحقوق الانسان والعمالة الوافدة يجعلها من دول العالم الثاني وليس الثالث

كتب حامد السيد:
اكد المحامي الامريكي المهتم بحقوق الانسان فيليكي أسيفا انه لا توجد لدى بلاده اي افكار سيئة عن دولة الكويت فيما يتعلق بمعاملة العمالة المنزلية بها.
واكد أسيفا ان دولة الكويت لا تعتبر من دول العالم الثالث بل تعتبر من دول العالم الثاني لما تشهده من نهضة حضارية واسلوب راق في التعامل مع العمالة الوافدة فضلا عن جهودها الكبيرة في المحافظة على حقوق العمالة.
جاء ذلك في حديث للمحامي الامريكي اسيفا خلال زيارته مسا ء امس الاول الى مقر الاتحاد الكويتي لاصحاب مكاتب العمالة المنزلية ضمن وفد امريكي رفيع المستوى ضم الى جانبه المسؤول السياسي في السفارة الامريكية قسطنطينوس نيكولا ديدس وكان في استقبال الوفد رئيس الاتحاد الكويتي لاصحاب مكاتب العمالة الوافدة فاضل محمد الشرف اشكناني ومدير عام الاتحاد هاشم ماجد.
وحول زيارة الوفد لاتحاد العمالة المنزلية قال اسيفا: جئنا الى الكويت بهدف اجراء دراسة حول حقوق العمالة الوافدة بشكل عام والعمالة المنزلية بشكل خاص مشيرا الى ان زيارتهم تشمل عدة دول خليجية لبحث بعض نقاط الضعف فيها في هذا الجانب والمساعدة وتقديم الدعم اللازم لحلها.
وقال: اننا حريصون على مراقبة انتقال العمالة من دولة لأخرى والعمل على حماية حقوق الانسان مشيرا الى ان الولايات المتحدة الامريكية يمكنها ان تقدم المساعدات في هذا الجانب منوها الى ان دولة الكويت من دول العالم الثاني واما الرئيس الامريكي جورج بوش مهتم شخصيا بمساعدتها في هذا الجانب في حال طلبت اي معلومات وقال ان مشاكل العمالة في الكويت ليست كبيرة وانها غير ملحوظة باستثناء بعض المشاكل البسيطة التي يمكن حلها بالتعاون مع الاتحاد الكويتي لاصحاب مكاتب العمالة المنزلية.
واشاد في هذا الصدد بجهود الاتحاد في محاربة تجار اقامات العمالة المنزلية.
وقال ان الولايات المتحدة الامريكية مهتمة بحقوق الانسان بالنسبة للعمالة وعندما تكون هناك دولة فيها اكثر من الف عامل لديهم مشاكل في هذه الدولة فانها اي الدولة تكون محط اهتمام، اما في الكويت التي تزيد اعداد العمالة المنزلية فيها عن 400 الف عامل وعاملة ونسبة مشاكل عمالتها قليلة فانها تعتبر دولة مهتمة بحقوق الانسان.
واكد اسيفا ان وجود قانون خاص للعمالة المنزلية في كافة دول العالم سيحفظ حقوقها ليس في الكويت فقط وانما في كافة الدول فضلا عن ان القانون يشتمل على مجموعة من المواد المتعلقة بحد ادنى للرواتب وعقوبات تمنع وقوع الظلم على العمالة.
ومن جانبه رد رئيس الاتحاد الكويتي لاصحاب مكاتب العمالة المنزلية فاضل اشكناني على كافة استفسارات الوفد الامريكي فيما يتعلق بحقوق وواجبات العمالة المنزلية حيث استعرض في بداية حديثة لمحات عن اهتمام حكومة دولة الكويت بحقوق العمالة المنزلية مشيرا الى ان وزارة الداخلية اصدرت في عام 1993 قرارا يلزم مكاتب العمالة المنزلية باستخراج رخصة تجارية خاصة قبل مزاولة المهنة، كما استحدثت ادارة خاصة بالعمالة المنزلية في وزارة الداخلية بالاضافة الى اهتمام الحكومة بالعمالة المنزلية اسفر كذلك عن اشهار الاتحاد الكويتي لأصحاب مكاتب العمالة المنزلية حيث بذل الاتحاد منذ اشهاره العام الماضي جهودا كبيرة تتعلق بتنظيم عمل مكاتب العمالة المنزلية والمحافظة على حقوق كافة الاطراف (عمالة منزلية-كفلاء-مكاتب عمالة) وقال ان الاتحاد اجرى ما يزيد على 27 دراسة تتعلق بالعمالة المنزلية ورفع عددا منها الى وزارة الداخلية حيث صدرت عدة تعاميم للعمل بدراسات الاتحاد بما يخدم جميع الاطراف.
وقال اشكناني ان اجمالي العمالة المنزلية في دولة الكويت يزيد عن 400 الف عامل وعاملة مشيرا الى ان هذه النسبة كبيرة مقارنة بدول المنطقة وهذا يدل على ان الكويت بلد جاذب للعمالة المنزلية ولو كانت عكس ذلك لما استقر بها هذا العدد الكبير مقارنة بعدد سكانها القليل.
وتحدث اشكناني للوفد الأمريكي حول حقوق العمالة المنزلية فقال ان العمالة تحظى بكافة الحقوق وهناك عقود مع الكفلاء ومكاتب العمالة المنزلية تضمن هذه الحقوق من رواتب شهرية واحتياجات خاصة ورعاية وغير ذلك من الحقوق.
وقال ان المجتمع الكويتي مجتمع مفتوح والعاملة المنزلية تعتبر أحد أفراد الأسرة وان ديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على ذلك ويحث على المساواة وان العاملة نشتري لها كافة احتياجاتها على حسابنا الخاص عند وصولها إلى البلاد وكما انها تمنح اجازة اسبوعية قد ترفضها العاملة في كثير من الأحيان وتفضل ان تقـضي اجازتها خارج المنزل مع أهل المنزل.
وقال ان عاداتنا وتقاليدنا في المجتمع الكويتي تجمعنا أسبوعيا مع الأهل حيث تجتمع العائلة كما تجتمع العاملة المنزلية مع قريناتها اللواتي يعملن لدى العائلة وتكون لهن الحرية في تصرفاتهن ولا تزيد مدة عمل العاملة المنزلية عن 8 ساعات يوميا لكنها متفرقة.
وحول قضية هروب الخادمات الى السفارات قال ان السفارات هي السبب في تواجد العمالة المنزلية لديها وليس الحكومة الكويتية وذلك لأن السفارات لا تحيل العمالة إلى جهات الاختصاص في وزارة الداخلية للمطالبة بحقوقهن ان وجدت مشيرا الى انه إذا كانت العمالة المنزلية لجأت إلى السفارات فإن الحكومة الكويتية اعطت كل التسهيلات للسفارات وقامت مؤخرا بتوفير عدد من الطائرات لنقل العمالة المنزلية إلى بلادها على حسابها الخاص والسماح للسفارات باصدار وثائق السفر في حالة عدم وجود جواز السفر بالإضافة إلى توفير تذاكر السفر والتي يتحملها الكفيل.
وقال اشكناني ان في الكويت عددا من الأحكام القضائية التي تصدر ضد بعض العمالة المنزلية وأرباب العمل وهذا يدل على عدالة القضاء الكويتي الذي نثق فيه كثيرا وكذلك يدل على يقظة وزارة الداخلية ورجالها كما ان وجود إدارة للعمالة المنزلية مزودة بعدد كاف من الضباط والأفراد أدى إلى حل الكثير من المشاكل وساهمت في تحصيل حقوق الكثير من العمالة المنزلية.
وقال اشكناني ان هناك بعض حالات الاعتداء على العمالة المنزلية في الكويت إلا ان حالات اعتداء العمالة على أرباب العمل أكثر بكثير وهناك شركات قانونية ومحامون يتابعون حقوق العمالة المنزلية في الكويت.
وقال ان وزارة الداخلية أصدرت العديد من التعاميم بشأن الرواتب المقدمةوالكويت هي الدولة الوحيدة عالميا التي لا تتقاضى أي مقابل مادي من العمالة المنزلية فضلا عن تعاميم بشأن إلزام الكفلاء بدفتر الرواتب ويسلم لكل عاملة منزلية وكذلك الحد الأدنى للرواتب وتوفير حقيبة العاملة والتي يوجد بها جميع احتياجاتها.
وقال ان الحكومة تقوم بجميع التسهيلات للعمالة الرافضة للعمل وتقوم باعادتها إلى بلادها أما المواطنون فيتحملون مسؤولية الاستقدام ودفع عمولة عقد السفارات وعمولة المكتب الكويتي والمكتب الخارجي بالاضافة إلى تحمل تذكرة السفر وهذا يعني عدم وجود أدنى ظلم للعمالة المنزلية ويؤكد ان دولة الكويت مهتمةبحقوق الإنسان.
وحول تدريب العمالة وتوعية الكفلاء قال اشكناني لدى مكاتبنا معسكرات خارجية في البلدان المصدرة للعمالة المنزلية تتولى تدريب العمالة وتهيئتها للعمل في الكويت والتعرف على طبيعة المجتمع الكويتي إلى جانب اهتمام الاتحاد الكويتي لأصحاب مكاتب العمالة المنزلية بتوعية المواطنين وتوفير سبل التفاهم بينهم وبين العمالة المنزلية من خلال اشرطة فيديو توضح حقوق وواجبات الكفلاء والعمالة المنزلية إلى جانب توفير كتب مترجمة للعمالة المنزلية تضم معاني الكلمات باللهجة الكويتية ولغة العاملة.